حدود الاستمتاعات بين الزوجين في العلاقة الشرعية.. 3 أمور محرمة لا يجوز فعلها
ينبغي التنبيه هنا على أنه من الخطأ الفاحش عَدُّ هذا النوع من الممارسة لواطاً و من أعمال قوم لوط ، و هو نوع من المغالطة ، و ذلك لأن اللواط هو الإتصال الجنسي بين ذكرين لا بين ذكر و أنثى كما هو واضح ، كما لا تسمى ممارسة الجنس بين أنثيين زناً ولا لواطاً ، و إنما تُسمى سحاقاً.
ثم أن قوم لوط كما أشرنا كانوا يأتون الرجال في أدبارهم و ليس النساء ، و يدل على ذلك قول الله عز و جل في القرآن الكريم
حكاية عن النبي لوط ( عليه السلام ) :﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ 1.
و من الخطأ أيضاً أن يتصور بأن المقصود من قول الله عز و جل :﴿ … فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ … ﴾ 2 حرمة إتيان النساء من الدبر ، بل المقصود منه من حيث أمركم الله تجَنُّبه في حال الحيض و هو الفرج ، و يظهر هذا المعنى بملاحظة الآية بكاملها التي تتحدث عن إعتزال النساء حال الحيض .
قال الله عز و جل :﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ 2.
قال المفسر الكبير العلامة الطبرسي ( رحمه الله ) في تفسير هذه الآية :﴿ … فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ … ﴾ 2 معناه من حيث امركم الله تجنّبه في حال الحيض و هو الفرج ، عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و الربيع .
و قيل : من قِبَل الطُهر دون الحيض ، عن السدي و الضحاك .
و قيل : من قبل النكاح دون الفجور ، عن ابن الحنفية ، و الأول أليق بالظاهر .
قال الزجاج : معناه من الجهات التي تحل فيها أن تقرب المرأة ، و لا تقربوهن من حيث لا يحب ، أي لا تقربوهن و هن صائمات أو محرمات أو معتكفات .
و قال الفراء : و لو أراد الفرج لقال في حيث ، فلما من حيث علمنا أنه أراد من الجهة التي أمركم الله بها 3 .
هذا مضافاً إلى ما يُستدل بقول الله عز و جل حكاية عن النبي لوط ( عليه السلام ) :﴿ … قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي … ﴾ 4، حيث أن لوطاً ( عليه السلام ) عرض عليهم بناته و هو يعلم أنهم لا يريدون الفروج .
حكم الجنس الفمي
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 5 في السطر التالي