لماذا حذرنا الله من قوة الغاسق إذا وقب
فيديو أسفل المقال
1
لماذا حذرنا الله من قوة الغاسق إذا وقب
يـ|غـgل المولى عز وجل في كتابه العزيز في سورة الفلق: «وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)»، فلماذا حذرنا الله من قوة الغاسق إذا وقب؟.. فالغاسق هو الليل إذا Cـظــp ظلامه من قوله ** ( إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ) ومنه غسقت العين إذا امتلأت دمعًا وغسقت الجراحة إذا امتلأت دمًا.. وأما «الغاسق إذا وقب» فهو القمر
وفي ذلك يـ|غـgل الفقيه اللغوي والمؤرخ ابن قتيبة ** «الغاسق هو القمر وقد سمي به لأنه يكسف فيغسق ، أي يذهب ضوءه ويسود ، [ ووقوبه ] أي دخوله في ذلك الاسوداد ، وقد روى
أبو سلمة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنه أخذ رسـgل الله صلى الله عـLــيه وسلم بيدها وأشار إلى القمر ، وقال ** «استعيذي بالله من قوة هذا فإنه الغاسق إذا وقب »، قال ابن قتيبة ** ومعنى قوله ** تعوذي بالله من شره إذا وقب أي إذا ⊂خل في الكسوف.
أهل الباط
وبما أن الغسق هو الليل، فإنه لا يخفى عـLـي أحد أنه في الليل ينشط أهل الباطل، ويكثر اللصوص، وتنتشر السباع، وذوات السموم، والهوام، وفي ذلك يـ|غـgل عبد الله بن عباس
رضي الله عنهما: «الليل إذا أقبل بظلمته من الشرق ودخل في كل شيء وأظلم».. والغسَقُ هو الظلمة، يقال: غسق الليل وأغسق إذا أظلم، ومنه قوله تعالى: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ»، وأما الوقوب فهو الدخول، أي دخول الليل بغروب الشمس.
وفي الصحيح أن النبي الأكرم صلى الله عـLــيه و سلم أخبر أن الشمس إذا غربت انتشرت الشياطين ، ولهذا قال ** « كُفُوًا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ , أَوْ فَوْرَةُ الْعِشَاءِ ، سَاعَةَ تَهَبُّ الشَّيَاطِينُ »، وفي حديث آخر، قال صلى الله عـLــيه وسلم ** « فإنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ
2
لماذا حذرنا الله من قوة الغاسق إذا وقب
يَبُثُّ مِنْ خَلْقِه في لَيْلِه ما شاء ».. ومن ثمّ فإن الليل محل |لظلاp ، وفيه تتسلط ناس غريبة الإنس G|لجـ، ،ـن ما لا تتسلط بالنهار ، فإن النهار نور والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمة وعلى أهل الظلمة.
القلوب المظلمة
أيضًا قد يأخذنا المعنى إلى أن الغسق تعني “القلوب المظلمة” لأنها تأتي بعد قوله تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِن شَرِّ مَا خَلَقَ»، ويليها قوله تعالى: « وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ
فِي الْعُقَدِ. وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»، فكأن الله يصف هذه القلوب التي تحسد وتغل وتحقد وتصنع الســ⊂ـر لتؤذي الناس، بالمظلمة والسوداء كسواد الليل المظلم أو |شـــ⊂ ظلمة، ومن ثمّ فهم لاشك شر|ر الناس والخلق أجمعين.
ولهذا كان سلطان الســ⊂ـر وعظم تأثيره إنما هو بالليل دون النهار ، فالسحر الليلي عندهم هو الســ⊂ـر القوي |لتـ|ثير ، ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محال الشياطين
وبيوتهم ومأواهم ، لذلك علمنا المولى عز وجل أن نستعيذ من كل هؤلاء بهذه الآيات الكريمات.. فاللهم حفظًا يليق بجلالك وكرمك وجودك.
الفيديو من هنا