اللهم اجعلنا منهم
اللهم اجعلنا منهم
صفات السبعين ألفًا الذين يدخلون الچنة بغير حساب
ورد حديث يخبر فيه الړسول ﷺ بأنه يدخل من أمة محمد ﷺ الچنة سبعون ألف من غير حساب ولا عڈاب، ولما سأل الصحابة فيما بينهم من هم وما هي صفاتهم خړج عليهم الړسول ﷺ فأخبرهم بما جرى بينهم، وأخبر ﷺ بأنهم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون.
أخبر النبي ﷺ أنه يدخل من أمته سبعون ألفًا بغير حساب ولا عڈاب، وفي رواية: مع كل ألف سبعين ألفًا سئل -عليه الصلاة ۏالسلام- عن صفاتهم، قال: هم الذي لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون يعني: هم الذين استقاموا على دين الله من أهل التقوى والإيمان، وعبدوا الله وحده، وأدوا فرائضه، وتركوا محارمه، واجتهدوا في أنواع الخير، حتى تركوا بعض ما يستحب تركه كالاسترقاء، والكي من كمال إيمانهم.
لا يسترقون يعني: لا يطلبوا من يرقيهم، ولا يكتوون لأن الكي تركه أفضل إلا عند الحاجة، والاسترقاء تركه أفضل إلا عند الحاجة، هذا من كمال إيمانهم.
وإذا احتاج الإنسان إلى الاسترقاء لا بأس أن يسترقي كما أمر النبي ﷺ عائشة أن تسترقي، وأمر أم أولاد جعفر بن أبي طالب أن تسترقي لأولاده لما أصابتهم العين، فدل على أنه لا بأس بالاسترقاء عند الحاجة، ولكن تركه أفضل إذا تيسر دواء آخر، واستغني عنه، وهكذا الكي إذا تيسر دواء يقوم مقامه فهو أفضل، وإن دعت الحاجة إلى الكي فلا بأس، فقد كوى الصحابة كما كوى خباب بن الأرت وغيره، قد كوى النبي ﷺ بعض أصحابه للحاجة، فهذا من الكمال، ولا يخرجه عن السبعين إذا استرقى أو كذا لكن هذه من أعمالهم الحسنة، ترك الكي إذا استغني عنه، ترك الاسترقاء إذا استغني عنه، وإلا فالسبعون ألف هم أهل الاستقامة، هم أهل الخير والاستقامة في طاعة الله، وترك معصيته المحافظون على الخير، نعم.