غير مصنف

رواية ابنتي

ما-تت زوجتي الاولى وخلفت لي إبنة واحدة ، كانت إبنتي الصغيرة والوحيدة ذات الستة سنوات تعاني من التأتأة أو مايسمى باللثغ ، لطالما أتعبتني بتصرفاتها الحمقاء وصوتها المزعج ، تصرخ عندي أثناء نومي و تلاعب دما، ها في غرفتي وتجري هنا وهناك ، كنت أحذرها دائما بأن لا تأتي لغرفتي اثناء نومي لكن لم تأبه لكلامي ولو مرة واحدة ، صراحة لم أكن أحبها كثيرا ولم أكن أنظر لوجهها الغريب غالبا وذلك لأنها لم تكن جميلة بتاتا ، حتى صوتها الغريب وحديثها لا أريد سماعه ، شيء ما بصدري يمقتها

بـن ، كان نومي عشوائيا ، ليلا ونهارا وفي أي وقت و حين و ذلك لإنشغالي الدائم بالعمل ، بالرغم من أني وفرت لها كل شيء من لباس ودمى و ألعاب ، غرفة خاصة بها كذلك ، و كل ماتريده أعطيتها إياه حتى إني أعطيها المال دائما ، إمثالا لوصية أمها الراحلة لا أكثر لا أقل

سـ ، لم ييقى إلاشيئا واحدا .. لم أستطع أنا أحققه لها.. ألا و هو التجول معها ساعة من أيام الاسبوع… لكن لم يكن لدي الوقت لذلك ، تزوجت بعد مدة قصد الأعتناء بابنتي والاهتمام بها أثناء غيابي….

عد ، ذات مرة أذكر أن الساعة كانت الثانية ظهرا ، أتيت من العمل والارهاق والتعب تمكنا مني ، إستلقيت على سريري لأخذ بعض الراحة ، أتت تلك المزعجة وهي تهز سريري و هي تنادي” أبي ، أبي “، إستيقظت سريعا وانا غاضب وصفعتها على وجهها لتسقط مغمية بعد ذلك وسقط ذلك الصحن الذي كانت تحمله بيديها الصغيرتين …. قمت …

حملتها لغرفتها سريعا وضعتها فوق سريرها الصغير وعدت لتنظيف غرفتي من بقايا الزجاج
جاءت زوجتي ونادتني قائلة أين رقية ؟
قلت: نامت فقط فأخذتها لغرفتها
قالت: أبهذه السرعة ؟! لم تأكل المسكينة شيئا اليوم قالت بأنها لن تأكل حتى تأكل معها أنت؟
قلت: أصحيح هذا ؟
قالت : نعم ، وضعت بعض الطعام في صحن صغير
بـ ، وظلت تنتظرك و قالت وهي تبتسم سيأكل أبي من يدي اليوم
سأطعمه من يدي كما كانت تفعل أمي
حاولت تغيير الموضوع سريعا ارتديت معطفي وذهبت لعملي كعادتي وأمرتها بأن تعتني بتلك الطفلة
نـ ،، في تلك اليلة تفقدت هاتفي وجدت عشرون رسالة من زوجتي مكتوب فيها بأن إبنتك حرارتها مرتفعة ولم تستسيقظ الى الأن قلت في نفسي لما كل هذا القلق؟! ، ستشفى بعد قليل ولم أبه لأي رسالة من تلك الرسائل ، راسلت زوجتي
وأخبرتها بأن نخرج في جولة في اليوم الذي بعده قالت بأنها لن تستطيع للذهاب حتى تشفى إبنتها ، قالت إبنتها ! ضحكت من قولها ذلك ، غريب أمر المرأة حقا! ليست إبنتها لكن لما تحبها كل هذا الحب ؟! وتعتني بها هكذا وتهتم لشأن قبيحة كتلك
سـ ،، أكملت حديثها ” ربما سنأخذ إبنتي معنا غدا فهي لم تخرج لأربعة أشهر كاملة “أخبرتها ” بأن أصدقائي لايعلمون بشأنها لا يعلمون بأنه لدي طفلة قبيحة ومريضة كتلك لم أخبرهم لستة سنوات كاملة ، أصرت علي لأخذها أخبرتها بأني ألغيت أمر النزهة مادامت ستذهب معنا
عـ،، وصلت لبيتي أخيرا ، وجدت زوجتي تحدث إبنتي
قالت الصغيرة: هل ستسمحين لي بأن أناديك أمي؟
قالت زوجتي: بلا شك ياصغيرتي فانت إبنتي حقا ، أنا أمك وانت إبنتي
كانت رقية تحمل صحنا أخر فيه بعض الارز و قالت الصغيرة: ماما، ماما ، هل سيأكل أبي معي الالز؟ (تقصد الأرز)
قالت: نعم سيأكل معك الالز ياإبنتي

مقالات ذات صلة

د ،، دخلت لغرفتي وإستلقيت على سريري لكي أنام ، صوت قرع باب غرفتي ، كانت رقية فقط تقول ” أبي لن أدخل غلفتك حتى تسمح لي ، أبي كل معي بعض الالز ، أبي ، أبي أتسمعني ؟! إنه الالز كل من يدي ، كل معي بعض الالز فقط ، ظلت تنادي علي لكن لم أرد عليها ولو بكلمة واحدة ، لحظات و إنقطع صوتها وسقطت عند الباب … خرجت وجدتها مرمية هناك وقطع الزجاج بقربها وحبات الارز قد تناثرت فوق ثيابها.

ناديت زوجتي فحملتها لغرفتها ، وأمرتها بتنظيف بقايا الطعام والزجاج ، وقالت لي بنبرة حادة :
لماذا لم تحملها أنت ؟. اليست إبنتك …؟!
أجبتها” بأني مرهق جدا ولا أستطيع حملها ولم أصارحها بكرهي لها”
عدت للنوم مرة اخرى ، لكن لم أستطع النوم بسبب الأرق ، تفقدت زوجتي مرات عديدة وجدت بأنها لم تنم ولم يغمض لها جفن في تلك الليلة بل ظلت مع رقية التي ارتفعت حرارتها ، ظلت تبلل ذاك القماش بالماء وتضعه على جبهتها
ب،،في صبيحة اليوم الذي يليه ، أصرت علي زوجتي لأخذ رقية للطبيب ، رفضت ذلك في المرة الاولى وأخبرتها بأنها حمى عادية وستشفى منها ، لكن زوجتي أصرت علي بعناد ، فقررت أخذهما أخيرا بعد طول إلحاح منها

ن،،عدنا في متصف ذلك اليوم وأخبرنا الطبيب بأن لانقلق وأنها حمى عادية فقط وأعطانا وصفة طبية فيها بعض الادوية ،
وخرجت رقية تلعب بقرب بيتنا مع أولاد الجيران
س،، إنصرفت لعملي بعدها ، عدت مساءا لبيتي ، اقتربت من حينا ، خمسون خطوة وأصل ، أربعون ، إنها ثلاثون الأن ، وجدت أطفال الحي يلعبون كعادتهم ورقية معهم تنظر معهم ، إنها أمامي مباشرة الأن ، تبادلنا النظرات للحظات ، شعرت بإرهاق شديد طرق أرجاء جسدي وشعرت بدوار وصداع فضيع برأسي ، سقطت كخشبة بعد ذلك على رأسي ، تحسست رأسي وجدت أن رأسي ينزف دما ثخنا ، جاءت رقية تجري نحوي وتنادي ” أبي أبي ” قم أبي ”
جلست بقربي وهي تقول ” هل أغمضت عينيك لأنك لا تليد لؤيتي.. ؟! ”
ألجوك قم ياأبي إبنتك لقية لن تزعجك بعد اليوم
وسقطت دموعها فوق صدري وشعرها المسدول يلامس وجهي
عد ،،راحت تبكي وتهز جسدي وتقول حسنا سأذهب بعيدا ، ستستيقظ اليس كذلك ؟
أغمضت وجهها بأصابعها الصغيرة وألتفت وراءها لكي لايراها والدها
إلتفتت مرة أخرى ناحية أبيها وفيض من الدموع تساقط من عينيها قائلة ألجوك أبي قم ، قم فقط لن أزعجك بعد الأن ، أفتح عينيك فقط. ، تكلم فقط ، إبنتك لقية بقربك وأمسكت يديا بيديها الصغيريتين
كنت أسمعها ولم أستطع أن اتكلم بكلمة واحدة فقدت الوعي بعد ذلك

إسيقظت فزعا وأنا لا أتذكر شيئا لأرى سطح غرفة بيضاء غريب ، نظرت يمنة ويسرة ، لأجد نفسي في المستشفى ، زوجتي بجانبي ، تنظر الي بنظرة رحيمة ، وقد رسمت الدموع على جفنيها خطان أسودان ، وأبنتي رقية بقربي كذلك مشبكة يديها الصغيرتين بيديا وهي نائمة وتقول ” أبي ، أبي ، قم يأبي لا تتلكني وحيدة “ورأسها فوق السرير ، يلامس جسدي
ب،، حاولت النهوض لكن أحسست بثقل برأسي ووهن في جسدي ، أخبرني الطبيب بأن لا أفعل ذلك ، قال بأني فقدت د/!! ما كثيرا وأنه يجب علي أخذ قسطا من الراحة وربما يطول ذلك لأيام
سألت زوجتي منذ متى أنا هنا؟
قالت بصوت محشرج : ليومين ، ليومين كاملين
قلت باإستغراب ” هل نمت كل هذا الوقت؟
قالت نعم ، وكنت أنا وصغيرتك رقية معك هنا لطيلة ثمانية واربعون ساعة؟
قلت بإبتسامة ” لماذا لم تذهبا للمنزل ؟ هل خفتما علي ؟
ن،، نظرت لعينيها مرة اخرى وجدت أن عينيها يفيضان بالدمع مرة اخرى
مسحت عنها ذلك بيديا وقلت ” ماذا هناك ياعزيزتي ؟

لماذا كل هذه الدموع؟
قالت” لاشيء إبنتك رقية فقط
قلت باإستغراب ” ومابها رقية؟
قالت بصوت متقطع” كانت تراقبك كل ثانية وحين وهي تجلس معك طيلة اليومين السالفين
تقبل يدك ، تقبل وجهك ، تحسست وجهك عدة مرات بيديها الصغيريتين ، قالت بأن أبي جميل جدا ، قالت بأنها تحبك جدا
كنت أسمعها وأبادلها النظرات بإستماتة
صمتت زوجتي للحظات وبدأت ترتجف والدموع تتساقط منها كزخات المطر ، لم تستطع أن تكمل كلامها ، ضممتها لصدري لعلها تهدأ قليلا ، وبدأ موج من الذكريات يضرب جدران رأسي وقلبي ، تذكرت زوجتي الاولى ، تذكرت وصيتها لي بأن أعتني برقية و بأن أهتم بها ، أدركت أخيرا بأني أهملت وصيتها ، ادركت بأني أبا أحمقا حقا ، تأكدت بأني حثا*لة لاغير ، كانت رقية جميلة جدا ، لم تكن مريضة ولا قبي*حة أبدا ، كان القبح بعيني أنا ، كانت رقية ملاكا طاهرا ، وورقة بيضاء ناصحة البياض ، وكنت أنا عفنا أو نفاية أو أشد من ذلك ، شعرت بالخ*زي والع*ار من كوني أبا لها ، تلفت صوب إبنتي رقية
لأرى الأن بأنها زهرة بيضاء ناصعة البياض بالغة الجمال ، بل كأني ارى حديقة أزهار كاملة ، أردت لمسها ، لكن لم أفعل ذلك ، يد كيدي لا ينبغي لها أن تمسها ، أحسست بألم في صدري ، شعور أصابني ، رجفة هزتني من أخمس قدميا لأعلى رأسي ، شعور أخر ، شهقات وصعوبة بالتنفس ، عدة أحاسيس إختلجتني دفعة واحدة ، سقطت دمعة ، دمعتان ، إنها دموع الأن ، فيض من الدموع تساقط مني ليستقر فوق رأس زوجتي
نهظت زوجتي وأكملت قائلة: رقية كانت تنتظرك لتستيقظ ، لكن غلبها النعاس فنامت على أرضية الغرفة نامت بالقرب من سريرك ليلة أمس ، وقالت لي بأن لا أخبرك بأنها أتت لكي تستيقظ أنت ، وأنت أحمق حقا ، لما تقسو عليها دائما؟
س،، أدركت أن الجمال جمال الروح وجمال القلب ، لاجمال المظهر وخراب القلب ، أدركت بأن حنية صغيرتي رقية ونقاءقلبها هو أجمل شيء في الوجود ، أجمل شيء قد أحظى به
.
أدركت بأن لي حظ عظيما بإمتلاكي لطفلة مثلها
عضضت أناملي حسرة على كل مافعلته بصغيرتي رقية وبكيت كثيرا كدموع كطفل ، كحسرة العالم أجمع ، ووعدت نفسي بأن أعوضها عن كل ماسلف وسبق وأطلب العفو و الغفران منها ، كان يوم مليئا بالدموع مليئا بالأحاسيس والمشاعر
بعد أيام وبعد خروجي من المستشفى ، أذكر جيدا أني حددت يوما للخروج للتنزه أنا وزوجتي وحبيبتي رقية
في عشية يوم التنزه خرجت من عملي وراسلت زوجتي لكنها لم ترد علي راسلتها مرات ومرات لكن دون جدوى
عـ،، وصلت لمنزلي أخيرا ، وجدت أن أنوار المنزل مغلقة ، أقلقني ذلك كثيرا ، دخلت مسرعا ، ناديت زوجتي لكنها لم ترد علي ، تفقدت رقية لم أجدها ، صوت بكاء سمعته عند باب المنزل ، خرجت مسرعا ناحيته ، وجدت زوجتي تبكي ، سألتها “ماالذي حدث؟
قالت بصوت متقطع رقية ؟
قلت مابها رقية قالت وهي تبكي بصوت محشرج “رقية ما/،، تت إصط*دمت بها سيارة قبل قليل وهي تلعب مع أبناء الجيران
سقط ذلك الخبر علي كالصاعقة ، هرولت مسرعا ناحية ذلك الشارع وأنا أبكي ، وأصرخ بقوة ” رقية لا تتركيني ، سقطت مرة اولى تبعتها سقطة أخرى ، فمرات ، تمز*قت وإتسخت ثيابي ، وشج رأسي وإنفت*ح جر*ح رأسي مرة أخرى

د،، وصلت أخيرا ، وجدت عددا غفير من الناس ، دفعتهم ومررت من بينهم ، تقدمت ناحية رقية ، حملتها وهي جث*ة هامدة ، بكيت بحرارة وعضضت على شاربيا فتطايرت منهما الدم*اء وصرخت حتى بحت رقبتي ” رقية لا تتركيني ، أحبك ياإبنتي ، عزيزتي لا تتركي أباك وحيدا ، أحسست ” بثقل بجسدي ، ثم سقطت مغميا عليا بعدما فقدت الكثير من الدم*اء
إستيقظت فزعا من نومي وعرق ثخنا يتصبب من جسدي ، كان حلما مرعبا حقا ، لقدأخذت قيلولة طويلة لثلاث ساعات كاملة ، إستيقظت على صوت رقية وهي تمسك بيديا ” لن أتلكك أبدا ياأبي ، قم يا أبي قم ، سيفوتنا موعد اللزهة ، وقبلتني وقالت أحبك يا أبي ستكون لزهة جميلة معك ياأبي ، ضممتها لصدري وقلت أحبك ياسعادتي
النهــــــــــــــــــــاية ♥

موقع كامسترو للسياحة العالمية من أفضل المواقع فى مجال السياحة انصح بزيارتة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى